منهج تربوي فريد في القران
ابحاث في القمة 3
إنَّ مناهجنا التربوية التي يؤخذ بها أطفال المدارس عندنا، لا تزال مِزْقاً من نظريات أجنبية نُقلت
إلينا كما هي بعد أن صِيْغت بلسان عربي مبين أو غير مبين، دون أن يراعى أثناء نقلها
الاختلافُ الكبير بين طبيعة النفوس الأجنبية التي صيغت هذه النظريات على قدرها وطبق مزاجها،
وطبيعةِ النفوس المسلمة التي أُشربت فطرةَ الإسلام ونشأت في كنفه ورعايته، مهما بلغ تأثيره في المجتمع قوة وضعفاً!
ومعلوم أن المناهج التربوية كما تؤثر في طريقة التعلم والسلوك، فإنها تتأثر هي
الأخرى – عند نشأتها – بما هو راسخ في المجتمع من سلوك وفلسفة وطريقة في العلم والفهم.
فلا ريب أن هذه المناهج لا تتناسق إلَّا مع المجتمع الذي نشأت فيه وتفاعلت معه، ومن الغباء أن نتصور
اتّساقها مع العقلية أو النفسية التي نشأت تحت إشرافها، مقياساً صحيحاً لاتِّساقها مع أي عقلية أو
نفسية أخرى غير التي ولدت في ظلها، واستمدت منها ضوابطها ومعالمها المنطقية والفكرية.
فالدين – مثلاً – في المجتمع الأوروبي، لا ينهض في أُسسه وتعاليمه على أكثر من حوافز عاطفية ووجدانية،
ولذلك كانت مناهج التربية الدينية فيه قائمة على إثارات وجدانية مجردة،
كثيراً ما تكون مجنَّحة، أو بعيدة، عن سلطان الفكر والعقل.
ولذلك كان الدين نفسه عند الأوروبيين ظاهرة اجتماعية.
والدين عندنا – وهو الإسلام – إنما ينهض في جملة عقائده ومبادئه في
أُسس ومقتضيات عقلية ثابتة، يُستنهض لفهمها المنطقُ والفكر.
منهج تربوي فريد في القران
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.