ابن عقيل
لم يحظى شيخ الحنابلة أبي الوفاء بن عقيل في دراساتنا المعاصرة بقدر وافر من الحفر في أفكاره والتنقيب عن طريقته الكلامية والفقهية .
ولم يتم تناول تاريخ أفكاره وتغيراتها من قبيل « تاريخ الأفكار ؛ للدرجة التي ينبغي أن يلقاها مصنف أكبر كتاب في التاريخ الإسلامي حسبما تذكر بعض المصادر ؛
وهو كتاب « الفنون » .
رغم ذلك فليس هذا الكتاب عن ابن عقيل بقدر ما هو عن تطور الدراسات الإسلامية في العصر الوسيط ،
مع العناية بتشابك هذا التطور مع الحالة الاجتماعية والسياسية في حاضرة العالم الإسلامي الكبرى في ذلك الوقت .
تأتي هذه الدراسة ، التي تصدر نسختها العربية عن مركز نماء ، ليلقي من خلالها المستشرق الأمريكي
المعروف « جورج مقدسي » على الأسس الفكرية لفكر العلامة ،
معتمدا على كتابي « الواضح » و « الفنون » وعددا من الأعمال الأخرى التي استطاع مقدسي الحصول عليها مخطوطا أو مطبوعا .
سعى المؤلف من خلال البحث رسم صورة للواقع العلمي والاجتماعي لعصر ابن عقيل ،
واعتمدها كصورة مصغرة للعالم الإسلامي في بغداد وقتها ، حيث تتبع تشكلات عقيدته وتوجهاته ي ظل صراعات المتكلمين والمحدثين حينها ،
ثم رصد آثار ابن عقيل في مجالي العلم والأدب ، وحاول تقديم ترجمة متقنة وسرد لحياته وعصره ،
الذي أسماه عصر « الإسلام الكلاسيكي » ، فضلا عن تجاوز أثره الفكري إلى الغرب .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.