احلى ما قيل في الهجاء

يضم هذا الكتاب (احلى ما قيل في الهجاء) أحد موضوعات الشعر في العصر الجاهلي، وهو “البهجاء” ويعني: الكلام الذي
يقصد به القدح والذم والحط من شأن من يوجه إليه. ويتضمن وصف المهجو بما يتنافى مع الصفات
التي يجمعها لفظ “المروءة” وقديماً قالت العرب: هجاه يهجوهُ هَجْواً وهجاءً وتهجاء: شتمه بالشعر، وهو خلاف المدح.

ثاني أهمية التعريف بموضوع الهجاء في الشعر العربي، لما له من دور في تضاعيف الحماسة
والفخر بالأمجاد والإنتصارات الحربية، ثم تحوله في العصر الإسلامي إلى الهجاء القبلي بسبب
العصبيات القبلية التي أثارتها حرب الردة والعصبية التي اشتعلت في الشام والجزيرة وفي البصرة
وخرأسان على أن العصبيات لم تكن السبب الوحيد في تهاجي القبائل، بل كانت هناك أسباب شخصية،
فقد هجا “جرير” مثلاً أنصار “الفرزدق” لإنحياز هم إلى الثاني ضد الأول. ومن أشهر شعراء الهجاء
في العصر الإسلامي: الأخطل والفرزدق وجرير. ثم حل الهجاء الجنسي محلّ الهجاء القبلي في العصر
العباسي الأول، فظهرت الشعوبية والتهاجي بين الشعراء من العرب والموالي.