ادب الدنيا والدين
هذا كتاب قد توخى مؤلفه فيه الإشَارَةَ إلَىٰ آدابهما ، وتفصيل ما أجمل من أحوالِهما ، علىٰ أَعدل الأمرين من إيجاز
وبسط جمعَ فيه بَين تحقِيق الفقهاء ، وَترقيق الزهاد ، وتنميق الأدباء ، فلا ينبو عن فَهمٍ ، ولا يذهب في وهم .
وهو كتاب (ادب الدنيا والدين) مشْرب بالعلم والأدب ، حري بالطلب ، عهد الأشياخ والعلماء بسلفهم النصح بقراءته ،
والعنايةُ بالأخذ بتوجيهاته ، وحفظ مُلَحه ونوادره .رائعة هذا الكتاب : أنه يقاطعُ كتب الأدب في كثير من موضوعاته
وأبحاثه ، وفيه من إشراقات تخصصِ الإمام الماوردي ما يبهر القلب واللبّ ،
ولكن رائعة هذا الكتاب هي الانضباط الأدبي والأخلاقي الذي قلَّ أن يعمَّ كتاباً من أوله إلىٰ آخره ،
والتقاسيم والتفريعات التي لم يلتفت لغالبها أهل التصنيففي هذا الفن ، فكان بها داني الجنىٰ ، قريب المأخذ ،
ماتعاً للنفس والروح ، يفيدُ منه المراهقُ والطرير ، والكهل والشيخ الفاني الكبير .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.