الظاهرية مذهبهم وتاريخهم
الظاهرية مذهبهم وتاريخهم لا يـزال فـي حاجـة إلـى كشـف غموضـه ودرك حقيقتـه ،
ولأن دراسـة غولتسيهر مثلث نقلة نوعيـة في دراسـة الاستشـراق لتاريـخ الفقـه وأصولـه عمومـا ، ولمذهـب الظاهرية خصوصـا .
لا تعـزى هـذه الأهميـة إلـى الأحـكام الشرعية للديـن الإسـلامي وقيامهـا علـى قواعـد شـكلية صارمـة فحسب ؛
بل -إلـى حـد بعيـد أيضـا- إلى المنهجيـة المتبعـة فـي هـذا الاختصـاص الشـرعي ، وإلى قواعـد اسـتنباط فـروع الفقـه مـن المصـادر الشـرعية .
ولـو اقتصرنا علـى مجـرد دراسـة هـذه الأحـكام للاطـلاع علـى طريقـة تعاطـي تبـاع النبـي مـع الوقائـع الفرديـة ذات العلاقـة بالحيـاة الدينيـة المجتمعيـة ؛
فـإن إلمامنـا بمؤسسـات الإسـلام سيكون منقوصـا .
ومـن أجـل أن نقـدر روح الإسـلام ، ينبغـي أن نقيـم العلاقـة قائمـة بيـن تطـوره ومصـادره ،
وذلـك حتـى نـعـرف مـا إذا كان هـذا طـور محكومـا بالحرية الفكرية أم بالتقليـد الأعمـي ،
بالنزعـة نحـو قـدم أم بالتمسـك بالأفكار الباليـة ، بالاهتمامات الفكرية الحيـة أم سلوك الخامـل المستهتر .
هـذا وفـي إطـار سلسلة الأبحـاث التـي ينبغـي أن يقـوم عليهـا تويـم ، يتبـوأ البحـث في أصـول الفقه ،
من حيـث تطورهـا التاريخي ، نة مهمـة إلى جانب التاريخ الداخلي لتفسير القرآن والحديث .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.