المسلمون في العصر الاموي
لقد كان قيام دولة الأمويين عقب انتهاء دولة الخلفاء الراشدين سببا فيما تعرضت له من انتقادات حادة لازعة ؛
لأنها وضعت تحت رقابة شعبية صارمة ، وتعرض خلفاؤها
وولاتها للمحاسبة المستمرة بمقارنتهم بدولة الراشدين المثالية لا سيما في عهدي خليفتها الأولين ( أبي بكر ، وعمر رضى الله عنه ) ،
ولم تكن المقارنة في صالح الأمويين في جميع الأحوال .
جابهت دولة بني أمية مشكلات عديدة ، لعل من أهمها ظهور الفرق المعارضة المسلحة
– التي وضعت بذورها الأولى أواخر عصر الراشدين – بكل ما تحمل من توجهات فكرية ،وآراء عقدية ، زادتها الأحداث والوقائع لهيباً واشتعالاً ،
وغذتها جرأة متزايدة على الثورة المسلحة ضد الحكام
، بلغت ذروتها في مقتل الخليفتين الراشدين : الثالث ، والرابع ( عليهما رحمة الله ) .
وهذا يعني أن هذه الحركات الثورية – شيعية ، وخارجية ، وغيرها – ستكون أشد عنفاً وجرأة في مواجهة الأمويين ما وسعتها الحيلة والتدبير ،
وأمكنتها الفرصة السانحة ، خاصة أن جماهير الأمة أحست بطعنة نجلاء في كبريائها بعد أن أرغمت على التنازل عن حقها الأصيل في اختيار حكامها ،
وخضعت أعناقها أمام قوة عصبية وشدة بطش بني أمية وولاتهم القساة الجبابرة .
يعد عصر الأمويين – بحق- عصر التحولات السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية .
ففي الجانب السياسي تغلبت العصبية والغلبة على الشورى ، وأصبح الحكم مركزاً في أسرة واحدة ،
وظهر منصب ولاية العهد منذ عهد الخليفة الأول ؛ وبذلك غدا نظام الحكم وراثياً ؛
مما أشعل المعارضة ضد الأمويبن في الحجاز ، والعراق ، وغيرهما .
وانتقل الحكم داخل الأسرة الواحدة من الفرع السفياني إلى الفرع المرواني ، واستقرت فيه الخلافة حتى سقوط الدولة .
ومن ثم نتوقع الصراع على الحكم ، لا سيما بعد تعدد ولاة العهود ، وما صاحب ذلك من عدم جدارة بعض الخلفاء بمنصب الخلافة ،
وتغلب الولاء على الكفاءة والعدالة ، فأفرز ذلك مجموعة من الولاة ، الذين لا هم لهم سوى ترسيخ السلطة في أيدي الأمويين ،
وماهو صاحب ذلك من مظالم اقتصادية واجتماعية ، كان لها أثرها في التعجيل بسقوط الدولة دون أن تكمل قرنا من الزمان .
المسلمون في العصر الاموي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.