تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة
ان التصدي لدراسة موضوع الفتنة الواقعة في صدر الإسلام ليس ضرورة فحسب ، بل واجب شرعي يمليه كثـرة الأقوال
والتفسيرات والتأويلات التي لا أساس لها من الصحة ، والتي استغلها أصحاب الأهواء وأعداء الإسلام
قديمًا وحديثـًا للطعن في الصحابة الكرام. ولذلك كان حقًّا على المسلمين أن يتصدى بعضهم لدراسة أمر الفتنة دراسة علمية منهجية ؛
لكشف الحقائق ، بأسلوب رصين بعيد عن الهوى والتعصب ،
وقد قيض اللـَّه تعالى لهذه المهمة مؤلف هذا الكتاب (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة) ؛
فأوفاها حقَّها بدراسة الروايات وتمحيصها في ضوء الظروف
التي أحاطت بها ؛ لتمييز صحيحها من سقيمها .
وقد توصل المؤلف إلى أن ما حدث من جانب الصحابة ( رضوان اللـَّه عليهم ) ينبغي أن يحمل على محمل حسن النية ،
ومن باب الاختلاف والاجتهاد ، وأن الخلاف بينهم لم يكن دافعه التنافس على الجاه والدنيا ؛
إذ لا يصح أن ينسب إليهم سوء النية وفساد القصد ، فقد بذلوا الُمهَجَ والأموال في سبيل نشر الإسلام ، وهداية العالمين ،
ورفعهم المولى سبحانه إلى أرفع الدرجات ، وزكاهم في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى ( عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم) .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.