جذور التحليل النحوي في المدرسة القرانية القدمى

هذا الكتاب (جذور التحليل النحوي في المدرسة القرانية القدمى)
فيه قصة الجذور التحليلية لمسائل النحو في أقدم المُدارَسات القرآنية،
فذكرنا أحوالها، وكان من نتائجها أن أول الدرس النحوي حصل في رحاب آيات اللَّـه البيّنات، منذ الأعوام الأولى للوحي،
شارك فيه النبي صلى اللَّـه عليه وسلم والصحابة بالعشرات بل بالمئات.

وقد صدر عن ذلك مقولات كثيرة جدًّا، بسطنا منها ما عرض لنا عفوًا،
فكان صورة حيّة لجهود واعية، أتقنت أصول البحث وحقائق النحو،فعبرت بأخصر السبل وأدقها عما يوضح المسائل المعالجة.

وقد اتسمت الإجراءات المذكورة بشمولها لعناصر البحث النحوي، مفردات وجملًا وأشباه جمل
وإعرابًا وصرفًا ومعاني أدوات، ودل ذلك بكل تأكيد أنه مبني على جذورٍ أقدمَ في المدرسة القرآنية،
لدرس النحو نظريًّا، إذ لا يكون تحليل قبل تركيب موسع مبسط للمسائل النظرية، وتبصّر بالأصول
والفروع وكامل الأحكام. فعلى دعوى المرجفين في تاريخ النحو وشبهاتهم السلام ألف سلام،
وعليهم أيضًا أمثال ذلك، بعد هذه الأدلة والنتائج العلمية القيمة.