دراسات في علوم الاصوات
تكمن صعوبته في الطريقة التي عولج بها من قِبَلِ علمائنا القدامى الذين تأثّروا بقضية الأصل والفرع،
واهتمّوا بالغة في جانبها المكتوب أكثر من اهتمامهم بالجانب المنطوق، وتعاملوا مع الكلمة على
اعتبار أنَّها من طبيعة بصَرية، أي على اعتبار أنَّها رسم كتابي، ونسَوا أو تناسَوا طبيعتها النطقية،
مما أفقدها أهم خصائصها، وعقّد قواعد هيئاتها تعقيدًا لا داعي له.
ولو أنَّ علماءنا لم يقتصروا في النظر إلى الكلمة على شكلها الكتابي، ونظروا إليها وإلى حركاتها
نظرة مختلفة، وميزوا بين الرسم ا لخطي، وحال النطق الذي قد يختلف طبيعته عما هو مكتوب،
وحاولوا التوفيق بين المكتوب والملفوظ في نظامنا اللغوي لتمكَّنوا من استنباط قواعد بسيطة للغاية
تغني عن كل هذه المصاعب، وكان من الممكن أن تصير الأقيسة والنظريات التي اعتمدوها
في طرح قضايا الإعلال، ومعالجتها أبسط وأيسر.
دراسات في علوم الاصوات
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.