دلائل الخيرات

قال العلامة القاضي محمد المهدي الفاسي في كتابه “مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات”،
بالتعريف بالمؤلف: أي أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي السملالي الشريف الحسني
فهو من ذرية المولى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن المعروف أن المولى إدريس هذا قدم المغرب خلال فترة الدولة العباسية،
ونشر الإسلام في شمال أفريقيا ووحد المسلمين هنالك. هاجر أجداد المؤلف من مدينة فاس إلى جزولة في سملالة،
وهي قبيلة من البربر بالسوس الأقصى جنوب المغرب،
وبعد أن حفظ القرآن ومبادئ الدين انتقل إلى مدينة فاس ليدرس العلم بجامعة القرويين على يد كبار علماء المغرب.

ويروى أنه جمع كتابه دلائل الخيرات مما كانت تزخر به مكتبة جامعة القرويين من مخطوطات علماء المشرق والأندلس والمغرب،
ويروي أنه كان يختلي لتأليف كتابه في سكن الطلبة بالمدرسة المصباحية بجوار جامعة القرويين،
وهي لا تزال موجودة إلى الآن، وغرفته التي ألف بها كتابه معروفة لدى المهتمين بحياة كبار العلماء بمدينة فاس.
هذا هو مؤلف دلائل الخيرات العالم المجاهد الشهيد الصالح،
وهذا كتابه دلائل الخيرات بين يديك قد جمعه بما و هبه الله من سعة علم وصبر
على البحث والغوص في أعماق مخطوطات السلف ليضعه بين يدي إخوانه المؤمنين.

فاغتنم أيها المؤمن فرصة وجود هذا الكتاب بين يديك وتقرب إلى رب العاليمن مستحضراً قوله عز من قائل:
“إن الله وملئكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”،
وتأمل هذه الآية، وتدبر معانيها، واستحضر في قلبك أنك تمتثل أمره سبحانه بالصلاة على نبيه
وتعترف برسالة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
وتركز محبته في قلبك لتتذوق حلاوة الإيمان كما جاء في الحديث الصحيح “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان،
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله،
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”.

والمجلد الذي بين يدينا يضم إلى جانب هذا الكتاب “دلائل الخيرات رسالة قصيدة البردة،
قصيدة الهمزية، الدعاء الناصري، سورة النجم