شرح قواعد المجلة

إن علم الفقه الجليل بحر لا ساحل له، وإن استنباط غرر المسائل اللازمة منه يتوقف على مهارة فائقة وملـكة راسخة.
ولما كانت الكتب الفقهية الجليلة المصنفة في مذهب الحنفية كثيرة؛ كان تلخيص الأقوال المختارة منها
وذكر الأدلة ووضعها في شرح لمؤلَّف عظيم القدر كالمجلة – من الأمور التي تحتاج إلى بحث واستقصاء.

ولما كانت المجلة منتزعة من الفقه جاء شرحها ملتقطًا من الكتب الفقهية المرضية، موافقًا للأقوال التي اختارتها المجلة؛
لأن تأليف شرح المجلة بالرأي الخاص المستند إلى العقل كما فعل البعض ليس له قيمة بل يعود عليها بالضرر.

ويتميز هذا الشرح (شرح قواعد المجلة) بخصائص مرغوبة، ومزايا مطلوبة.. فقد تناول المسائل وعلق عليها؛ لأنه رأى الإفادة لا تتم إلا
بطريقة تقرب المباحث، وتنتقي من الأقوال معتمدها، ومن الألفاظ أخصرها وأسهلها، ومن الطرق أقربها،
وهو ما انفرد به هذا الشرح عن بقية الشروح.