شرح لامية ابن الوردي
المسمى
فتح الرحيم الرحمن
شرح نصيحة الاخوان ومرشدة الخلان
ابن الوردي البكري الصديقي الشافعي رحمه الله إمامٌ في الفقه ، مبرز في الأدب ، متوشح بالزهد والورع .
وهذه اللامية الحكمية المشهورة بـ لامية ابن الوردي تنفث بالسحر الحلال ، وتتجلى فيها براعة هذا الإمام ،
إذ إن لها حلاوة متميزة ، وبهاء أخاذاً ، وحسن سبك ، فالتقى سموّ الأسلوب ، وعلوّ المضمون ،
فذاعت وذاعت ، وحفظها الصغار واستشهد بأبياتها الكبار ، فأنجدت وأتهمت ، وشرقت وغربت ؛ لقوة وقعها في القلوب ، وعميق أثرها في الوجدان .
وكيف لا يكون الحال كذلك .. والإمام البكري رحمه الله كان على درجة كبيرة من الزهد والورع والمراقبة ،
فأملى صادق الكلم ، وأتى بجوامع الحكم ، ووعظ فيها وذكَّر ، ورغب في معالي الأمور ومن سفاسفها حذّر ،
فكانت هذه المنظومة تحفةً سنية ، وجوهرة يتيمة ، فلهذا لبست من محاسن الأدب حللاً ، ومن تيجان الفضائل محاسناً ،
وهي من أجمل ما أنتجه هذا العبقريّ المحنك ، الألمعي البازل ، البكري الصديقي .
وكان ممن اعتنى بهذه اللامية الفريدة الشيخ المتبحر الأثري مسعود القناوي الشافعي ، فسبح في يمها ،
واستخرج جواهرها ، واستخلص يتيمها ، وأظهر خفاياها ، وأبان كنوزها ، ووشاها بكل معنىً لطيف ،
ووشَّحها بكل أثرٍ شريف ، وأتى لمعانيها بالأشباه والنظائر ، وحلاها بالعقيان والجواهر ، وأكثر من العظات والتذكير ،
وأردفها بأحاديث البشير النذير ، وفي أثناء ذلك بحوث فقهية ، ونقول عن أئمة المذاهب ، فهو يتنقل بك من حسن إلى أحسن ، ومن مهم إلى أهمّ .
والخلاصة : إن هذا الشرح “شرح لامية ابن الوردي ” اسم طابق المسمى ، وسفر فاخر السها ، فهو بحق فتح الرحيم الرحمن ،
وأضواءٌ من البيان ، وفتوحاتٌ أفاض بها الملك الديان على الماتن والشارح معاً .
وقد طبع الكتاب قديماً طبعة عرية عن التحقيق ، خاليةً من التوثيق ، لم تبرأ من التصحيف ،
ولم تخلص من معرَّة التحريف ، إلا أن الكتاب لقي قبولاً واسعاً ، وانتشر انتشاراً ملحوظاً حتى انقطع خبره ،
واختفى مظهره ، فقيض الله تعالى لهدار المنهاج ، ممثلةً في أعضاء هيئتها المعنيّة بتحقيق التراث ، فحبرتها تحبيراً ،
وحققتها تحقيقاً علمياً ، وأخرجتها في ثيابٍ قشيبة تأسر قلوب محبِّي الأدب الحكمي .
فدونكم هذا الكتاب المملوء بالحكم والمواعظ ، المشحون بالمباحث الفقهية والفوائد .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.