مصحف القراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرة
حظيت القراءات القرآنية بعناية المسلمين منذ مطلع القرن الأول للهجرة، وتعهدوا النشأة الأولى بالرعاية،
حتى استوت علماً من العلوم المستقلة، له متخصصوه ومريدوه، ونال هذا العلم من الدرس والتأليف شأواً بعيداً،
ولا سيما أن أركان ضوابطه وشروطه قد ثبتت في أرض صلبة، قوامها: مطابقة الرسم، وموافقة العربية، والتواتر.
وبذلك كان هذا العلم منهجياً في بواكيره، وقد دارت عليه التآليف والمصنفات منذ العقد الأخير من القرن
الأول الهجري، ولم تكن تلك المظان الأولى لتختص بسبعة قراء أو عشرة قراء كما حدث بعدئذ، حتى جاء ابن مجاهد،
واختار سبعة من القراء المجمع على عدالتهم في النقل، وهم من الأقطار التي وجّه عثمان رضي الله عنه مصاحف إليهم،
ثم تلت ابن مجاهد مرحلة التفريد والتسديس والتثمين والتعشير، وكثر التأليف فيها، وفي عللها، وفي أصولها القرآنية؛
وكان من نتاج تلك الأصول هذا الكتاب الذي بين يدينا
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.