إن الثورة الروسية هي أكبر الأحداث البطولية في تاريخ العالم. ومن الطبيعي أن تقارَن بالثورة الفرنسية، ولكنها في الواقع تتجاوزها أهميةً.

فهي أَفْعَلُ في تغيير الحياة اليومية وبنية المجتمع، وأَفْعَلُ في تغيير معتقدات الناس.

ويتمثّل الاختلاف في الاختلاف بين ماركس وروسو، فروسو عاطفي ورقيق يناشد الانفعال،
ويطمس الخطوط العريضة الصارمة؛ وماركس نظامي شأن هيغل، مفعم بالمحتوى العقلي الصارم،
ويحتكم إلى الضرورة التاريخية والتطور التقني للصناعة، ويفترض رؤية للبشر تقوم على أنهم دمى في قبضة القوى المادية القادرة على كل شيء.

وتجمع البلشفية بين خصائص الثورة الفرنسية وخصائص صعود الإسلام كدولة ، والنتيجة شيء جديد جذرياً، لا يمكن فهمه إلا بجهد صبور ومتّقد الخيال.