منظومة ابن العماد في المعفوات

هذه المنظومة من المناظيم الفقهية في مذهب الإمام الشافعي،
حبرها مؤلفها ونظم شتاتها في نحو مئتين وتسعين بيتاً من بحر البسيط.

جمع فيها شتات المتناثر، وضم فيها جمع المتفرق في سائر أبواب الفقه؛
فكل معفوٍّ عنه في المذهب سوف تجده مسطوراً في هذه المنظومة، محبراً في هذا السلك النظمي.

وهي مسائل أحوج ما نكون إليها اليوم؛ لشدة تعلقها وارتباطها بحياتنا.

وهذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فأوغلوا فيه برفق؛ فلا نريد تنطعاً وتشدداً، ولا تساهلاً وتردداً.

ولهذه المنظومة بحق حلاوةٌ وطلاوة، وسهولةٌ وبيان؛ فإنه رحمه  الله يذكر المسألة في نظمه،
فيصل إلى المقصود من أقرب طريق، وبعبارةٍ سهلة المأخذ، قريبة التناول.

ولجودتها ونفاستها وحسن سبكها.. تواردت أقلام الشارحين عليها؛
ومن هذه الشروح: «شرح العلامة شهاب الدين الرملي»، و«تقريرات الشيخ سليمان الجمل»،
و«حاشية العلامة الرشيدي»، و«شرح العلامة الترمانيني»، و«حاشية العلامة الدمياطي» رحم  الله الجميع.

فالتقطنا فوائد من هذه الشروح، وأثبتنا ما لا يستغني عنه القارئ؛ من ذكر أحكام فقهية،
ومسائل تصويرية، وبيان مجمل، أو إيضاح مشكل، أو ذكر قيد، أو تمثيل لمسألة، بعبارة سهلة مفيدة.

لقد قمنا بمقابلة المنظومة على نسخ عديدة، وأخذنا لب الحكم من الشروح والحواشي المفيدة،
وطرزناها بالفوائد، وحليناها بالفرائد، رجاء دعوة صالحة في ظهر الغيب.

ودار المنهاج قد رأت أن تخرج هذه المنظومة في ثوب قشيب، وجمال وترتيب
فها هي تخرجها للفقهاء في أجمل منظر، محققة واضحة، والله تعالى نسأل أن ينفع بها طلاب العلم والمعرفة.

منظومة ابن العماد في المعفوات