48 Hours Delivery Time To All Jordan

High Quality, Affordable Prices

وعاظ السلاطين

7.50 د.ا

وعاظ السلاطين

  • اسم المؤلف : علي الوردي
  • دار النشر : دار الوراق للنشر-بيروت
  • رقم الطبعة : 6
  • سنة الطباعة : 2019
  • عدد الصفحات : 356
  • عدد الاجزاء : 1
  • نوع التجليد : غلاف ورقي
  • ISBN : 9789933493134

7.50 د.ا

وعاظ السلاطين

أقدم بين يدي القارئ العربي بحثا صريحا لا نفاق فيه حول طبيعة الإنسان.

… قد ابتلينا بطائفة من المفكرين الأفلاطونيين لهم أسلوب في التفكير يحاكي أسلوب الواعظين الذين لا يجيدون إلا إعلان الويل والثبور على الإنسان لانحرافه عما يتخّيلون من مثل عليا، دون أن يقفوا لحظة ليتبينوا المقدار الذي يلائم الطبيعة البشرية من تلك المُثُل.

فقد اعتاد هؤلاء المفكرون أن يعزوا علّة ما نعاني من تفسخ اجتماعي إلى سوء أخلاقنا.

وهم بذلك يعتبرون الإصلاح أمراً ميسوراً. فبمجرد أن نصلح أخلاقنا، ونغسل من قلوبنا أدران الحسد والأنانية والشهوة، نصبح على زعمهم سعداء مرفهين ونعيد مجد الأجداد.
إنهم يحسبون النفس البشرية كالثوب الذي يُغسل بالماء والصابون فيزول عنه ما اعتراه من وسخ طارئ.

وتراهم لذلك يهتفون بملء أفواههم: هذبوا أخلاقكم أيها الناس ونظفوا قلوبكم!
فإذا وجدوا الناس لا يتأثرون بمنطقهم هذا انهالوا عليهم بوابل من الخطب الشعواء وصبّوا على رؤوسهم الويل والثبور.

وإني لأعتقد بأن هذا أسخف رأي وأخبثه من ناحية الإصلاح الاجتماعي.

فنحن لو بقينا مئات السنين نفعل كما فعل أجدادنا من قبل نصرخ بالناس ونهيب بهم أن يغيِّروا من طبائعهم، لما وصلنا إلى نتيجة مجدية.

ولعلنا بهذا نسيء إلى مجتمعنا من حيث لا ندري.

إننا قد نشغل بهذا أنفسنا ونوهمها بأننا سائرون في طريق الإصلاح، بينما نحن في الواقع واقفون في مكاننا أو راجعون إلى الوراء.

إن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد وحده. فهي كغيرها من ظواهر الكون تجري حسب نواميس معينة.

ولا يمكن التأثير في شيء قبل دراسة ما جُبل عليه ذلك الشي من صفات أصيلة.

إن القدماء كانوا يتصورون بأن الإنسان حر عاقل مختار.

فهو في رأيهم يسير في الطريق الذي يختاره في ضوء المنطق والتفكير المجرد.

ولهذا أكثروا من الوعظ اعتقاداً منهم بأنهم يستطيعون بذلك تغيير سلوك الإنسان وتحسين أخلاقه.

دأبوا على هذا مئات السنين.

والناس أثناء ذلك منهمكون في أعمالهم التي اعتادوا عليها لا يتأثرون بالموعظة إلا حين تُلقى عليهم.

فنراهم يتباكون في مجلس الوعظ، ثم يخرجون منه كما دخلوا فيه لئاماً.

لقد جرى مفكرونا اليوم على أسلوب أسلافهم القدماء، لا فرق في ذلك بين من تثقف منهم ثقافة حديثة أو قديمة.

كلهم تقريباً يحاولون أن يغيَّروا بالكلام طبيعة الإنسان.

وعاظ السلاطين

الأبعاد 17 × 24 سنتيميتر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

يسمح فقط للزبائن مسجلي الدخول الذين قاموا بشراء هذا المنتج ترك مراجعة.

تنزيلات هائلهالمزيد