احكام الجنائز وبدعها
لما كان كثير من الناس اليوم بعيدين كل البعد عن هديه صلى الله عليه وسلم، ومنها “الجنائز” ثم أنه لما كان هديه
صلى الله عليه وسلم في الجنائز خير الهدي مخالفاً لهدي سائر الأمم، مشتملاً على الإحساس للميت، ومعاملته بما ينفعه في
قبره، ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة عبودية الحي، فيما يعامل به الميت، وكان من هديه في
الجنائز، إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال والإحسان إلى الميت، وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله
وأفضلها، ووقوفه، ووقوف أصحابه صفوفاً يحمدون الله، ويستغفرون له ويسألونه المغفرة والرحمة، والتجاوز عنه، ثم
المشي بين يديه إلى أن يودعه حفرته، ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره، سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه.
ثم يتعاهد بالزيارة إلى قبره، والسلام عليه، والدعاء له، ما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا، لأجل كل ذلك كان لا بد من
تذكير المسلمين بهذا الهدي فكان هذا الكتاب “احكام الجنائز وبدعها” الذي جمع فيه المؤلف كل ما له علاقة بهذا الموضوع
من المسائل التي لها دليل من الكتاب والسنة، مورداً في أول هذا الكتاب بعض الفصول والمسائل التي لا تذكر عادة
في “باب الجنائز” من عامة كتب الفقه، مثل الوصية، وعلامات حسن الخاتمة، ونحو ذلك، وبعضه قد لا
يذكر فيه أصلاً، مستوحياً ترتيبه من الواقع
Reviews
There are no reviews yet.