الجامع في متون الفقه الشافعي

خصوصيات الفضل الرباني متنوعة، يهبها الله لمن يشاء من عباده، فكما أورث سليمانَ داؤدَ
عليهما السلام، وعلمهم منطق الطير، وآتاهم من كل شيء، أورث أمة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله
عليه وآله وسلَّم خاتمَ الكتب، واختارها واصطفاها، وصيرها خير أمة أخرجت للناس، وبسط الرزق
لمن يشاء من عباده، وجعل لبعضهم التمكين في الأرض، ومنح آخرين العلم ووهبهم الدقةَ في الفهم،
وغرس للمؤمنين الصالحين في أفئدة الناس ودّاً، فصارت أفعالهم مرموقة وأقوالهم مسموعة، إن حضروا
اشرأبت الأعناق إليهم متطلعة، وإن تكلموا أصغت الأسماع إليهم مستمتعة ، وإن كتبوا انتشر
مكتوبهم بين الناس، وتناولوه بالقراءة والحفظ والشرح والبيان

في كتب الفقه مختصرات، خصت بالإقبال عليها والعناية بها عباراتها وجيزة وفوائدها جمة، خميصة
من اللفظ، بطينة من المعنى، بسهل حفظها، ويُستنجد باستحضار نصوصها عند الحاجة والنوازل.

الجامع في متون الفقه الشافعي