الجمع بين الصحيحين
تلقى المسلمون -على تعاقب الأجيال- صحيحي الإمامين البخاري ومسلم بالقبول، إذ هما من أصحّ الكتب بعد
كتاب الله تعالى. وقد قرّر الإمام النووي ذلك بقوله: “اتفق العلماء على أن أصحّ الكتب-بعد القرآن العزيز-الصحيحان: البخاري
ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول…” ولما كانت هذه مكانة هذين الكتابين، فقد انصرفت جهود العلماء إلى العمل على تقريبهما،
لتسهل الاستفادة منهما، وكان من جملة ذلك تلك الجهود التي بذلت في سبيل الجمع بينهما، وممن قام بعملية الجمع
هذه العلامة الجوزقي، وأبو نصر الحميدي وأبو حفص الموصلى صاحب كتابنا هذا وغيرهم. وكان لكل طريقة في الجمع، وفقاً للغاية التي يسعى إليها.
أما غاية الموصلي (من كتابه هذا الجمع بين الصحيحين) فكانت لمعالجة إعراض الناس عن علم الحديث في زمانه. ولتحقيق هذا الهدف اتبع فيه
الطريقة التي بيّنها بقوله: “فجمعت كتابي هذا وحذفت منه الأسانيد والمكرر من المتون، إلا ما كان يحتمل إدخاله في
أبواب متعددة”… وطلباً للاختصار-أيضاً-وعدم الإطالة، حذف بعض الأحاديث الطويلة، ممّا لا يدخل فيه لفظ نبوي.
Reviews
There are no reviews yet.