الرؤية الكونية الحضارية القرانية
لا شك أن قضية الرؤية الكونية تمثل بشكل واع وغير واع لأي أمة ولأي إنسان قضية مصيرية محورية؛
لأن قضيتها هي قضية ذات الإنسان، ووجوده، ومعنى هذا الوجود، وغايته، ودافعيته.
وبقدر سلامة هذه الرؤية، وبقدر إيجابيتها الروحانية، والوعي الموضوعي المؤمن الواثق بها، بقدر ما يتوافر لهذا الإنسان من الهوية، ومن الوعي، ومن الدافعية والإبداعية الإيجابية الحضارية الإعمارية التي هي السبيل إلى بناء الحضارة الإنسانية الخيرة، وتحقيق معنى الحياة والغاية الفطرية السامية منها. ما من أمة في التاريخ حققت وأبدعت وارتفعت إلا بفاعلية رؤيتها الحضارية الإعمارية وإيجابيتها، وما من أمة انهارت، وجمدت، وتخلفت، واندثرت، إلا بسلبية رؤيتها الحضارية الإعمارية وتشوهها؛ لأن في ذلك قتلَ مصدر روح الإبداع والإنجاز والعطاء الحضاري الإعماري.
Reviews
There are no reviews yet.