المورد الهني في المولد السني

إن السيرة النبوية من أجلِّ العلوم الإسلامية وأشرفها؛ لأنها تتناول ذات النبي (ص) وتاريخ حياته،
كما تمثل المنهج الواضح للسلوك الإسلامي في أسمى مظاهره، وتجسد القيم الإسلامية الأصيلة؛ فهي بذلك محور حركة المسلم ونشاطه.

ويمثل الكتاب (المورد الهني في المولد السني) منهج المحدِّثين في نقد الأخبار وطريقتهم في التعامل مع مرويات السيرة النبوية؛ فهو بذلك تطبيق عملي لما هو مقرر في كتب علوم الحديث، ولا شك في فائدة ذلك بالنسبة لطالب علوم السنة والسيرة. والكتاب تضمن عشرة أبواب وخاتمة؛ تناول فيها الحافظ العراقي بيان شرف نسب المصطفى (ص) وطيب منبته، ومبشرات نبوته، وعلو شأنه. كما بيَّن تسميته ووقائع رضاعته وفطامه، وما صاحب ذلك من أحداث وعلامات لنبوته (ص). ثم جاءت الخاتمة بقصيدة شعرية، اقتبس فيها المؤلف بعض ما في الكتاب من الأحاديث، وضمنها بعض صفات النبي (ص) وبعض صفات أصحابه الكرام في السلم والحرب. وفي الكتاب لمحات عن أثر المدرسة المغربية في سرد السيرة النبوية العطرة، وفيه بعض ألوان من الصناعة الفقهية كفنِّ الجمع بين النصوص. وبذلك يكون الكتاب قد جمع الكثير من الخصائص التي تجعله أنموذجًا فريدًا في موضوعه وطريقة تناوله وعرضه للأحداث.