تعليل الاحكام عرض وتحليل
لطريقة التعليل وتطوراتها في عصور الاجتهاد والتقليد
إن تعليل الأحكام هو نقطة الارتكاز في محور دائرة الاجتهاد والاستنباط، ومثار النزاع بين الفقهاء، وعلماء الكلام، والحجر
الأساس في صرح الاختلاف، وعلى فهمه تتوقف معرفة سرّ التشريع، وبالوقوف على حقيقته تتجلى مدارك الأئمة، ويظهر بهاء الشريعة،
ويسهل دفع شبه الطاعنين عليها بالجمود، وعدم مسايرتها للزمن، ومنه يبتدئ طريق الإصلاح، وعلى ضوئه يسير المصلحون،
وبسبب التكلف فيه وقف الجامدون، وإنما تدور الأحكام حول المصالح، ومناطُ الحكم أو الإفتاء هو ما يترتب على الأمر من صلاح أو فساد،
وقد تربعت المصلحة في مكانها اللائق بها عند الفقهاء، وكان من نتيجة ذلك أن سارت الشريعة بالمنطوين تحت لوائها،
المستظلين بسمائها، إلى حيث سعادتهم، لمّا قام الناطقون باسمها بتنفيذ أوامر الله، فأقاموا الحدود، ووسعوا أبواب التعازير،
غير جامدين ولا متغالين، فلم يتركوا بابًا من الشر إلا أوصدوه في وجه الداخلين، ولا ذريعة إلى الفساد إلا أحكموا سدها متشاورين،
وبعد الاستشوار مجمعين، وبهذا يتسع صدر الشريعة لكل ما يجدّ من الحوادث والمدنيات.
تعليل الاحكام عرض وتحليل
Reviews
There are no reviews yet.