تقنين اصول الفقه
لما صار عصر التقليد وسد باب الاجتهاد وتقيد المفتون والقضاة بأحكام الأئمة السابقين لم تعد بهم كير حاجة
إلى الالتجاء إلى “أصول الفقه”, فضعفت الصلة في الواقع- إلى حد كبير- لدى الباحثين, بين علم الفقه وعلم الأصول,
وكاد علم الأصول يصبح علماً نظرياً يقل الالتجاء إليه, لأن الخلف- كما تقدم- وفقوا عند ما خلف لهم السلف من الثروة الفقهية,
يضاف إلى ذلك أن اتجه علماء الأصول إلى أسلوب فى التأليف و التعبير بلغ من التعقيد حداً كبيراً بحيث شغل الباحثون
والدارسون بفك الألفاظ عن التعمق فى المعاني والإحاطة بالعلم نفسه.
فإذا أردنا أن نعود إلى “الاجتهاد” ولو فى أدنى درجاته, بمحاولة إدراك ما خلفه لنا السابقون من آراء فقهية
وإعادة النظر فيها وفقاً للظروف التى تغيرت, إذ لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان والأماكن, والنظر فيما جد من
الوقائع والنوازل التى لم يكن لسلافنا بها عهد- بعين المجتهد لا المقلد, وجب الرجوع إلى الاهتمام الشديد بعلم
أصول الفقه وتوثيق الصلة لدى الدارسين بين الفقه وأصوله.
تقنين اصول الفقه
Reviews
There are no reviews yet.