تكوين الشخص الانساني
في
سورة السبع المثاني
لما هبط آدم الي الأرض ، وانتشرت ذريته ،
ارسل الله تعالي فيهم الرسل وأنزل معهم الكتب للقيام بمهمة البناء والتكوين لشخصية الإنسان عقديا وعلميا وفكريا وأخلاقيا .
و توارث العلماء و المربون تلك المهنة عن الأنبياء و الرسل عليهم السلام .
إلي ان اختتمت الرسائل و النبوات بخير البشر و أفضل الرسل محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ،
وبكتابه الموحي إليه من ربه القرآن الكريم الذي حوي الجوانب المتكاملة لبناء شخصية الإنسان ،
لتؤدي رسالتها في الحياة علي هدي و بصيرة ، فكان صلي الله عليه و سلم خير من أدب و علم ،
فكون جيلا متكامل الشخصية ، و ترك لنا كتاب الله و سنته ،
لنستمد منهما المنهج المتكامل في بناء النفوس و تكوين الشخصية السليمة .
و مع تباعد الزمان بيننا و بين الجيل المربي من الصحابة و التابعين و السلف الصالحين،
وانحراف البعض عن المنهج الصحيح ،
ضعفت شخصية المسلم وصار القرآن و السنة بالنسبة له مجرد كتب تعبدية وأفكار نظرية
فوقع العديد من المسلمين في الوهن و الذل و انهيار بناء هويتهم الإسلامية .
وشغلت النفس الإنسانية الفلاسفة و المفكرين علي مر الدهور .
ثم جاء بعد ذلك عصر العلوم الطبيعية فارتقي الإنسان من المعلومات البدائية حتي وصل إلي علم التشريح ،
ومع ذلك يأتي العلماء و الباحثون كل يوم بجديد و الإنسان من جسم و نفس و روح ،
و كل من هذه الثلاثة له دوره الخاص و مكانته الخاصة في التركيبة الكلية التي تسمي شخصية الفرد أو الذات الإنسانية .
و مع عناية العلماء اليوم عناية فائقة بتحليل نفسية الإنسان و سلوكه ،
فإن القول الحق هو أن الإسلام – و هو الدين الكامل – لم يمهل هذا الجانب من الحياة ،
و قد اعتني بالشخصية الإنسانية و جوانبها و طرق تهذيبها و تطويرها نحو الكمال .
وتأتي سورة الفاتحة التي هي أم الكتاب ببرنامج فذ لبناء الشخصية الفردية ضمن نطاق المجتمع الإسلامي و المجتمع الإنساني
تكوين الشخص الانساني
Reviews
There are no reviews yet.