شرح مختصر القدوري
من المعلوم أن بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم قام كثيرٌ من العلماء وشمّروا عن ساق الجدّ في إستخراج المسائل الشرعية
والأحكام الدينية وإستنباطها من مظانّها الرئيسة المعتبرة، وبذلوا قصارى جهدهم إلى تحقيق هذا الهدف السامي،
من بين هؤلاء الأمام الأعظم نعمان بن ثابت الكوفي؛ الذي دوّن الفقه ورتبه، وقرر أحكامه وبيّنه، وقد تخرّج عليه الأئمة الأعلام كالإمام يوسف القاضي،
والإمام محمد بن الحسن الشيباني، وغيرهما من الفقهاء العظام، وقام من بعدهم فقهاء المذهب بترتيب المسائل وتنسيقها؛
ومن بينهم الإمام أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر ابن حمدان البغدادي القدوري،
الذي صنّف في المسائل الفقهية كتاباً سماه (الكتاب)،
واشتهر بين العلماء وطلاب المعاهد الدينية؛
لا سيما في الهند وباكستان وإيران الإسلامية بــ(مختصر القدوري).
ويعدّ هذا المختصر من أجمع وأشهر الكتب الفقهية وأكثرها تداولاً منذ حياة مؤلفه،
ويمتاز على غيره بأسلوبه الفقهي الجامع المختصر، ومن حواشيه حاشية للشيخ غلام مصطفى السندي القاسمي من الفقهاء المحققين المعاصرين،
وقد أجاد وأفاد، فقد كتب له مقدّمة تعدّ كنزاً تحفل بنوادر الفرائد وجميل الفوائد، فريدة في بابها، ووحيدة في مثلها،
فيها ثمرة مطالعات غنية، وبهذه المقدمة سدّ فراغاً كان لا بد منه، فكانت أعظم خدمة الكتاب.
Reviews
There are no reviews yet.