معاني الفلسفة
في كتابه معاني الفلسفة يرصد الأهواني و هو أستاذ محقق سلس الأسلوب بين المعنى متمكن من المادة التي يحللها ماسك بزمام المنهج الذي يتبعه ،
حد الفلسفة أي تعريفها و منهجها و أقسامها و موضوعها أو قل مواضيعها بحسب المدارس والتيارات المتعاقبة بدءا بالفلاسفة القبسقراطيين سواء كانوا ايونيين او ايليين او فيتاغوريين مرورا بفلاسفة العصر الكلاسيكي لليونان و قد جرت العادة على الاقتصار على ثلاثة منهم وهم سقراط و افلاطون و ارسطو عبورا لشعاب الرواقية كما اسسها زينون سيرا بجانب الفلسفة المسيحية تعريجا على الفلسفة الاسلامية بحكمائها و متكلميها و صلب الصنف الثاني بمعتزلتها و اشاعرتها بل و توقف عند اهل الحديث او الحنابلة او السلفية ليعرض نظريتهم في المعرفة القائمة على “الكتاب و السنة” توقفا عند اللاهوت المسيحي و الإسلامي باعتباره فلسفة تبريرية دفاعية على غرار المدرسية الاوروبية التي حفلت من ضمن ما حفلت بجدل الوجود الخارجي للكليات نحو إنسان و كأس بين إقبات الحقيقيين و نفي الاسميين انتهاء بالفلسفة احديثة ممثلة في قطبيها الأهمين و أعني ديكارت بعقليته في ضفة و بيكون بتجريبيته في الضفة الأخرى
و بعد ذلك ينتهي إلى العلاقة بين الفلسفة و العلم و يستتبع مسار تجريد لعلم للفلسفة من موضوعاتها و اقسمها و يذهب إلى أنه لم يتبق للفلسفة إلا نظرية المعرفة فينبري يعرض لأهم المباحث المعرفية كفطرية المعرفة أو اكتسابها فأفلاطون يقول بالأولى و هو صاح نظرية التذكر في هذا المضمار فالمعرفة تذكر و الجهل نسيان و ما كان ذلك كذلك إلا لأنها مجبولة فينا مذ عالم الذر قبل ولادتنا لولا نسياننا لها عند اتصال الاجسام بالارواح هكذا يظن افلاطون ، وديكارت يقول بالأولى، لا نعني فطرية المعرفة كل المعرفة إنما الأوليات وأو البديهيات فأن الكل أكبر من الجزء و استحالة وجود الشيء و عدم وجوده في وقت واحد و استحالة كون الشيء ليس هو و كانت كذلك يقول بالأولى في مستوى الزمان و امكان كمقولتين متأصلتان في العقل المحض بهما يصوغ الإنسان معرفته بعد تأثيرهما في التجربة ،
و بالثانية يقول التجريبيون و إمامهم جون لوك صاحب فكرة العقل صفحة بيضاء ترسم فيها اتجربة ما تشاء.
ما يميز هذا الكاتب “معاني الفلسفة” ، و كيف لا يكون كذلك و هو من جيل فلسفي مصري ذهبي جيل لالاند و عبد الرازق ومدكور و كرم و ماسينيون وعفيفي و أمين عمق تحليله و ربطه للمعرفة بسياقها الاجتماعي الاقتاصدي السياسي ووشاج التاثيرو التأثر بينهما ، خذ لذلك مثلا عقيدة الصبر و القسمة القدرية المسبقة لحظوظ المرء التي هيمن على رواقية الرومان لما انتهى بهم الحال إلى الانحلال ، أو رد نزعة التخصص و تقسيم مباحث الفلسفة إلى إنشاء المدارس و تعدد أقسامها بالمعنى المادي
Reviews
There are no reviews yet.