افول التفلسف الايوني
شهدت الحقبة الممتدة من منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وحتى لحظة ظهور التفلسف السوفسطائي والسقراطي آخر محاولات استدعاء نمط النظر الأيوني ،
وذلك عبر مسارين متباينين ؛ أحدهما مسار إعادة التأسيس ، والآخر مسار التقليد والذي كان دليلا على انحسار الإمكان النظري للتفلسف الأيوني .
كما أنه لم يرزق أحد من الفلاسفة الأيونيين تلامذة يحتذون نسقهم وينشرون أفكارهم ،
حيث تبدى كل مفكر أيوني مفردا بلا سلف سابق ولا خلف لاحق يأتي هذا الكتاب افول التفلسف الايوني السادس من سلسلة القراءات النقدية لتاريخ الفكر الفلسفي الغربي ،
والصادر عن مركز نماء ، ليتتبع ويحلل ويجلي فيها المؤلف تاريخ أفول « التفلسف الأيوني » ،
والذي يراه قد توقف إمكانها النظري عن توليد الجديد ، وكأنه ، أي التفلسف الأيوني ،
استنفد كل الاحتمالات المعرفية لتجريبه أرجع المؤلف سبب توقف الإمكان النظري لدى التفلسف الأيوني إلى سببين أساسيين ؛
الأول متعلق ببروز مظاهر التقليد وكثرة الاستعمال بالإضافة إلى تقليب النظري مختلف احتمالاته المعرفية ،
وذلك في الفترة ما بعد نهاية القرن الخامس ما قبل الميلادي ،
والثاني متعلق بكون اللحظة التاريخية وقتها استوجبت الانتقال إلى إمكان نظري جديد حيث أن الزمن الفلسفي الذي اشتغل فيه أواخر الأيونيين حسبما يرى المؤلف ،
لم يكن مناغمًا لهم ، ولا مستعدا لاحتمالهم .
Reviews
There are no reviews yet.