هذا الكتاب بحث معمق في أصول الوعي القومي وجولة علمية في اللغات القديمة وفي الوطنية والعنصرية ومقارنة بين القومية في الغرب والقومية الشرقية، واكتشاف الفوارق بينهما، وهو ينطلق من تعريف الجماعة إلى رصد الجذور الثقافية لها من خلال اللغة والحرف المطبوع والمتحف والخريطة والذاكرة وغيرها، وينقل هذا الكتاب دراسة المسألة القومية إلى مستوى غير مسبوق، ويغيّر المنظور والوسائل التي كان يُعالَج بها هذا الموضوع، فاتحاً عهداً جديداً في النظر إليه ومدشَّناً حقولاً بحثية تكون تكون جديدة تماماً في مقاربته وقد قدم الدكتور عزمي بشارة لهذا الكتاب بمقدمة وافية عن الفكرة القومية في الفكر الغربي الحديث وعن الجماعات المتخيلة التي يرى أنها غير متخيلة، بل حقيقية وواقعية، في حين يعرّف بندكت أندرسن الأمة بأنها “جماعة سياسية متخيلة”.

وعلى الرغم من أن هذا الكتاب الجماعات المتخيلة يغطي كما واسعا من الموضوعات في عدد محدود من الصفحات إلّا أن الكتاب قد حقق شهرة واسعة وربما يعود سبب تلك الشهرة إلى عدة عوامل من بينها العنوان الملائم الذي يحمله الكتاب، وكون الكتاب سهل القراءة، إضافة إلى الأطروحة المهمة للغاية التي أتى بها أندرسون في هذا الكتاب.