تحقيق النصوص
بين اختلاف الروايات
واهمية السماعات
وتعدد الابرازات
يتناول هذا الكتاب ” تحقيق النصوص ” ثلاث معضلات شائكة، يقدم فيها المؤلف، الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف،
حلولا ناجعة لها، منطلقا من خبرة عميقة شاملة في تحقيق التراث امتدت على مدى أكثر من نصف قرن.
أما القضايا الشائكة فهي:
أولها: اختلاف رواة الكتب، المؤلَّفة في المئتين الثانية والثالثة للهجرة، في ترتيبها وصياغة متونها،
مع أن مؤلفها واحد، والرواة عنه من تلامذته الثقات المتقنين، ومحاولة تفسير هذه الظاهرة في الحركة التأليفية عند العرب المسلمين،
وبيان أسبابها ونتائجها؛ وقد اتّخذ المحاضر من «موطأ» الإمام مالك بن أنس (ت 179هـ/795م) نموذجا،
حيث وصلت إليه منه عدة روايات مختلفة في ترتيب كتبه وأبوابه،
وعدد أحاديثه المرفوعة والموقوفة والمرسلة، وفتاوى الصحابة والتابعين، وفتاوى الإمام مالك نفسه.
الثانية: دراسة أهمّية السماعات المثبتة على النسخ الخطية لكبار العلماء المتقنين،
وفيما إذا كانت هذه السماعات تقدّم امتيازا للنسخة الخطية، من حيث صحة المعلومات الواردة فيها،
وتحديد منزلتها بين النسخ الأخرى سلبًا أو إيجابا؛ والفرق بين سماع العلماء للكتب،
وبين قيام أحد العلماء بقراءة الكتاب والتعليق عليه تصحيحا أو استدراكا، والفوائد المجتناة من العمليتين المذكورتين.
الثالثة: سبل التعامل مع تعدد إبرازات الكتاب الواحد عند القيام بتحقيقه، والمنهج الأمثل المتبع في ذلك؛
فقد كان المؤلف في عصر المخطوطات، كما هو الحال في عصرنا، ربما أعاد النظر في كتابه زيادة وحذفا وتنقيحا،
فينتسخ النساخ من إبرازاته الأولى، وينتسخ آخرون من إبرازاته الأخيرة، فتختلف النسخ وتتباين زيادةً ونقصا،
مما يتعين بيان موقف المحقق من هذا الأمر.
Reviews
There are no reviews yet.