تدريب الراوي في شرح تقريب النووي

“تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي” من المؤلفات الهامة في علم الحديث الخاص بالرواية المشتمل على أقوال النبي
صلى الله عليه وسلم وأفعاله وروايتها، وضبطها، وتحرير ألفاظها وعلم الحديث الخاص بالرواية والذي منه يعرف حقيقة
الرواية، وشروطها وأنواعها وأحكامها، وشروطهم، وأصناف المرويات وما يتعلق بها.

هذا وترجع أهمية شرح السيوطي هذا لعاملين أولهما لأن كتاب “التقريب والتيسير” الذي قام السيوطي بشرحه
هو لشيخ الإسلام الحافظ، أبي زكريا النواوي (النووي)، وهو كتاب جلّ نفعه في علوم الحديث، وجلّ قدره وأهميته
لأهمية وقدر مؤلفه في هذا المجال (علوم الحديث)، ويقول الإمام السيوطي أنه طالما قيّد في هذا الفن فوائد وزوائد،
معلقاً فيه نوادر وشوارد، وكان يخطر بباله جمعها في كتاب لينتفع بها الطلاب،

فرأى كتاب (التقريب والتيسير) للإمام النواوي، وعلى الرغم من كثرة فوائده ونفعه لم يتصدّ أحد إلى وضع شرح
عليه، فانبرى الإمام السيوطي إلى كتابه هذا الشرح عليه، كأمل بإيضاح معانيه، وتحرير ألفاظه ومبانيه، مع ذكر ما بينه
وبين أصله من التفاوت في زيادة أو نقص، أو إيراد أو اعتراض، مع الجواب عنه إن كان، مضيفاً إليه زوائد هامة نافعة
ووسم شرحه هذا بـ: “تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي” جاعلاً شرحاً لهذا الكتاب خصوصاً، ثم لمختصر
ابن الصلاح ولسائر كتب الفن (علوم الحديث) عموماً مستهلاً ذلك بمقدمة ذات نفع عظيم يبين فيها حد علم الحديث وما يتبعه.