طغيان العلم
ما العلم؟ وما حدوده وأدواته؟
حكي أفلاطون أنه بينما كان الفيلسوف طاليس، يسير في سوق الزيتون وهو ينظر إلى السماء إذ وقع في حفرة ، فسخرت
منه فتاة ريفية وقالت مندهشة:”طاليس الحكيم..قد تكون منشغلا بالسماء ومع هذا تجهل ما تحت أنفك” حقا إن “القليل
من العلم يورث الإلحاد، والكثير منه يورث الإيمان
الرؤية الإيمانية تشير أن الخشية من الله سبحانه تتولد في نفوس العلماء الحقيقيين، لذا حث الإسلام على طلب العلم، وجعل العلماء
ورثة الأنبياء، وطالب الناس بالتفكر في الكون فالحياة في أبسط صورها معجزة عظيمة تستدعي التوقف الطويل والتأمل،
فالعقول المؤمنة “تصوغ من أقل ما تحصل عليه أكبر النتائج في عالم اليقين فتتلقى حقائق الكون في هدوء ويسر وثقة”،
لذا كان العالم المؤمن يوقن أن العقل الإنساني مهما أوتي من قوة في الإدراك، وسعة في المعرفة، وامتلاك للوسائل؛
لن يحيط بعلم الله شيئا “ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء”.
وقد اهتم القرآن بعلاج آفات العلم وما يولده في النفس من نرجسية وطغيان وزيغ، وجاءت سورة “الجاثية” في عدة
مواضع لتعالج آفات العلم في قوله تعالى: “أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ”، فهذا الضلال جاء على علم بعدما تعطلت الحواس
الكبرى عن ممارسة دورها الإدراكي، فالقلب والأذن لا تسمع، والبصر لا يهدي، لذا كانت النتيجة “وقالوا: ما هي إلا
حياتنا الدنيا نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر. وما لهم بذلك من علم، إن هم إلا يظنون” وقوله تعالى”وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً
طغيان العلم
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.