بين الله والانسان في القران
يوضح المؤلف بأنه مهتمّ بنقطتين أساسيّتين: الدّرس الدّلاليّ والقرآن. وقد أراد منذ البداية أن يكوّن لدى القارئ فكرة
جليّة تماماً عن ارتباط المنهجيّة القائمة على علم الدّلالة semantic methodology بالدّراسات القرآنية، قاصداً
إلى أنّ ثمّة دمجاً أو جمعاً في الكتاب بين النّظر المعتمد على مناهج البحث الدّلاليّ، والتطبيق الذي مادّتهُ المعجمُ اللغويّ للقرآن الكريم.
ونظراً إلى تعقيد ما يسمّى علم الدّلالة semantics وزيادة افتقاره إلى الانسجام والتنظيم عمد المؤلّف منذ البدء إلى
إيضاح تصوّره الخاصّ لعِلْم الدّلالة، وهو يقول في هذا الشأن: “إنّ عِلْم الدّلالة كما فهمتُه دراسةٌ تحليليةٌ لتعابير
المفتاحية Key – terms في لغةٍ من اللّغات ابتغاء الوصول أخيراً إلى إدراك مفهوميّ للنظرة إلى
العالم Weltanschauung لدى النّاس الذين يستخدمون تلك اللغة أداةٌ، ليس فقط للتحدّث والتفكُّر، بل لتقديم مفهومات
وتفاسير للعالم الذي يحيط بهم”.
وهو يرى أنّ الدّراسة الدّلالية للقرآن ستعالج الكيفية التي يرى فيها هذا الكتابُ الكريمُ بناءَ عالَم الوجود والمكوّنات الرّئيسية
للعالم، وكيف يرتبط بعضُها ببعض. ويبيّن أنَّ المهمّ لتحقيق قصْده المحدّد من الكتاب (بين الله والانسان في القران) وهو نوع ُالنظام المفهوميّ الذي يعمل
في القرآن، لا المفهومات الفرديّة متباعدةٌ ومنظوراً إليها في حدّ ذاتها بعيداً عن البناء العامّ.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.