رغبة هوجاء في الضحية
المسلم الاعلى

لماذا وكيف تستولي على مسلمين في ريعان الشباب رغبة عارمة في التضحية بأنفسهم، سواء في اعتداءات انتحارية قاتلة ومرعبة داخل الأوطان العربية والإسلامية وفي بلدان المهجر الأوربية (خاصة في فرنسا)، أو في جبهات القتال حيثما تشتعل حروب باسم الإسلام؟

يقارب الكتاب “رغبة هوجاء في الضحية” هذا السؤال المركزي فيه، من زاوية علم النفس المرضي والتحليل النفسي، لسد النقص الذي يعتري المقاربات السوسيولوجية والسياسية التي تفسر ظاهرة التجذر الإسلاموي بعوامل اجتماعية وسياسية خارجية، مهملة الأزمات والصراعات النفسية الباطنية التي يستجيب بها الشبان المجَذرون لتلك العوامل، ويحلل هذا التجذر بوصفه عَرضا مرضيا بجانب كونه تهديدا لأمن المجتمعات.

يقدم الكتاب هذه الإضاءة الكاشفة مبينا، من خلال النموذج الفرنسي للتجذر، كيف يتحول شبان مسلمين عاديين، نـكرات إلى إسلاميين متجذرين (متطرفين)، يحسون بأنهم يجسدون نموذج المسلم الأعلى، انتقاما للهوية الجمعية (الأمة، الخلافة) الإسلامية الضائعة، وقضاة عادلين خارجين عن القانون باسم العدالة والقانون(الشريعة) الإلهيين.

وبعد الإضاءة يدل الكتاب، مستلهما الربيع العربي في صيغته التونسية، على مخرج وأفق ممكن لتجاوز المسلم الأعلى ، وإبطال تأثير الهوامات التي ينتجها خطاب إيديولوجيا التطرف، الذي هو عش تفريخه .

فتحي بن سلامة: محلل نفساني، وأستاذ علم النفس العلاجي، وعميد وحدة التكوين والبحث في علم النفس السريري والمرضي بجامعة باريس 7، دونيس-ديدرو، صدرت له مؤلفات وأبحاث كثيرة، مثل كتابه المرجعي الإسلام والتحليل النفسي، وحرب الذاتيات في الإسلام، والثورة بغتة، وإعلان عدم الخضوع.